دشن سعادة الأستاذ الدكتور رياض المهيدب مدير جامعة زايد وسعادة جيون يونغ ووك قنصل عام جمهورية كوريا الجنوبية في دبي فرعاً لمعهد "كينج سيجونغ" لتعليم اللغة الكورية في حرم الجامعة بدبي، ضمن احتفالية فنية ثقافية نظمتها القنصلية العامة لكوريا الجنوبية بالتعاون مع الجامعة في إطار عام التسامح.
ويستمد المعهد اسمه من الملك سيجونغ الأكبر (1397 – 1450) الذي شهد عصره ازدهاراً علمياً وثقافياً واسعاً واعتُمِدت بفضله الأبجدية واللغة الكورية المكتوبة، المؤلفة من 24 حرفاً والمعروفة باسم "هانغيول". ويستهدف المعهد الربط بين تعلم اللغة الكورية والانفتاح على المحيط الثقافي والاجتماعي الخاص بها.
وألقى القنصل العام لكوريا الجنوبية كلمة أكد فيها أن المعهد يسعى لتوفير فصول لتعليم اللغة الكورية يستفيد منها سكان الإمارات، ومن خلالها يتعرفون إلى جوانب مختلفة من الثقافة والتراث والتقاليد الكورية، وفي الوقت ذاته تلبي حماسة الشباب لمواكبة ظاهرة ما يعرف اليوم بـ "الموجة الكورية"، وفي هذا الصدد يهدف المعهد إلى أن يعَرِّف دارسي اللغة بملامح من الفنون والتقاليد والجوانب التراثية الكورية.
ومن جانبه، أعرب سعادة مدير جامعة زايد عن أمله في أن يدعم معهد الملك سيجونغ في الجامعة مهمة توطيد العلاقة الفريدة بين جمهورية كوريا والإمارات العربية المتحدة، فضلاً عن تعزيز تنمية التبادل الاجتماعي والثقافي وتعليم اللغة الكورية لشبابنا. ونوه بالجهود الكبيرة التي بذلها قادة البلدين منذ إقامة العلاقات الدبلوماسية بينهما قبل 42 عامًا، والتي أثمرت تطوير هذه العلاقة إلى شراكة استراتيجية في العديد من المجالات الحيوية.
وقال إن اللغة والثقافة الكورية تحظى بشعبية كبيرة لدى الجيل الجديد في دولة الإمارات، وهي تعكس العديد من أوجه التشابه مع ثقافة الشرق الأوسط التي تولي كل الاهتمام للأسرة، مشيراً إلى أن النادي الكوري بجامعة زايد هو أحد الأندية الطلابية الأكثر نشاطًا في كل من حرمي الجامعة بأبوظبي ودبي، وفي كل عام يلتحق بدروس اللغة الكورية بالجامعة أكثر من 100 طالب وطالبة، كما أننا بدعم من السفارة والقنصلية الكورية استضفنا في الجامعة العديد من الفعاليات التي ساهمت بشكل كبير في تنمية الوعي الثقافي لطلبتنا.
هذا، وقد قسمت الصفوف التعليمية بالمعهد الجديد إلى ثلاثة مستويات تختلف بحسب تمكّن الطالبة من اللغة، فهناك المستوى الأول للمبتدئات ممن ليس لديهن خلفية في اللغة، والثاني للطالبات المتمكنات من أساسيات اللغة، وأخيراً المستوى الثالث للطالبات اللواتي يرغبن في إتقان اللغة الكورية والتحدث بها بسلاسة وطلاقة، ويتولى أساتذة معتمدون لديهم خبرة واسعة في المجال الأكاديمي تدريس اللغة الكورية بواقع مرتين أسبوعيا. ويسعى المعهد إلى جانب تعليم اللغة إلى إقامة فعاليات وورش عمل ثقافية وتنظيم رحلات سياحية للطلبة.
ويعد معهد كينج سيجونغ دبي واحداً من بين 180 معهدا مماثلاً في 56 دولة حول العالم، وقد صُنفت اللغة الكورية في المرتبة 13 في اللغات الأكثر تحدثا على الصعيد العالمي.
تضمن الحفل عروضاً فنية وثقافية عكست ملامح مختلفة من التراث الكوري، تضمنت لوحات فولكلورية وموسيقى حية وإلقاء قصائد تراثية، إضافة إلى معرض لجماليات التقاليد الكورية: مثل الزي التقليدي "هانبوك" والخط الكوري، وصولا إلى تذوق أشهر المأكولات والمشروبات الكورية.
يُذكَر أن دولة الإمارات العربية المتحدة أحد أكبر الشركاء التجاريين لكوريا الجنوبية في منطقة الشرق الأوسط، فيما تعتبر كوريا الجنوبية أحد أكبر المستثمرين في دولة الإمارات في مجال السلع الأساسية وقطاع الخدمات كتقنية المعلومات والطاقة وصناعة السيارات والمقاولات.