أصدر الاتحاد الدولي لمكافحة التدخين خلال اجتماعه في لندن مؤخراً، قراراً باتخاذ إمارة دبي مقراً له لتكون بذلك مركزاً رئيسياً لتغطية كافة النشاطات في الدول الأعضاء من العالم العربي وآسيا وأفريقيا وأمريكا اللاتينية. وقام الأعضاء بتقسيم نشاطات الاتحاد الى ثلاث مناطق، حيث سيقوم مكتب الاتحاد في لندن بتغطية الدول الأوروبية وسيقوم مكتب الاتحاد في ولاية ايريزونا الأمريكية بتغطية نشاطات كافة الولايات المتحدة الأمريكية، وبالتالي ستقوم دبي بتغطية بقية دول العالم.
جاء هذا القرار عقب الاجتماع النصف السنوي للأعضاء والذي يقام في العاصمة لندن والذي ترأسه الدكتور عبد السلام المدني، رئيس الاتحاد الدول لمكافحة التدخين وبحضور الأمين العام وكافة الأعضاء. وقد قام الأعضاء باختيار إمارة دبي بناءً على موقعها الجغرافي والاستراتيجي حيث تعتبر دبي نقطة التقاء وتواصل للعالم من خلال طيران الامارات وعدد من شركات الطيران الوطنية الأخرى هذا بالإضافة الى البنية التحتية والمطارات والموانئ وخدمات المواصلات والنقل بالإضافة إلى التسهيلات الاستثمارية والتجارية وأهم شيء الأمن والأمان التي تتمتع بها دولة الامارات العربية المتحدة.
وقال الدكتور عبد السلام المدني: "من نعم الله علينا أننا نعيش في دولة تعتبر من أكثر دول العالم أمناً وأماناً، وتعتبر إمارة دبي من أبرز الوجهات العالمية للسياحة والتسوق والترفيه، لوجود عدد كبير من الفنادق الفاخرة والمراكز التجارية الكبيرة التي تمتاز بأرقى أنواع الخدمات. هذا بالإضافة الى أن دولة الإمارات تعتبر من أكثر الدول محاربة للتدخين حيث بدأت بمنعه في كافة المواقع والمرافق العامة ومراكز التسوق والدوائر الحكومية والوزارات والمستشفيات. كل هذا يجعل منها مركزاً استثنائياً ومقراً رئيسياً وإقليمياً مثالي للاتحاد الدولي لمكافحة التدخين لخدمة جميع الأفراد والمؤسسات وتحقيق أهدافه، هذا بالإضافة الى وجود أكثر من 200 جنسية يعيشون في دولة الامارات بانسجام تام بالإضافة الى توافر العديد من المؤسسات الطبية العالمية."
وأضاف الدكتور عبد السلام المدني: " أنا فخور جداً بأنني أول عربي يترأس الاتحاد، حيث أنني أول شخصية يتم انتخابها لهذا المنصب من خارج الاتحاد الأوروبي. ومنذ انتخابي، سعيت الى إحداث تغييرات في الاتحاد ونشاطات متعددة تساهم في الحد من آفة التدخين، وكان أول قرار أبرمناه هو إضافة اللغة العربية كلغة رسمية ثانية بعد الانجليزية. وقمنا أيضاً بضم المزيد من الأعضاء الى الاتحاد من كافة الدول العربية الآسيوية بالإضافة الى أمريكا اللاتينية."
واستعرض الدكتور عبد السلام المدني خلال الاجتماع التطورات والانجازات التي يقوم بها الاتحاد بالإضافة الى مناقشة التحضيرات لتنظيم المؤتمر الدولي لمكافحة التدخين الذي ستستضيفه دولة الكويت في الفترة ما بين 1 و 2 فبراير 2017. ويتضمن المؤتمر العالمي لمكافحة التدخين الذي سيقام في دولة الكويت مؤتمر علمي موجه الى المختصين والعامة بالإضافة الى معرض متخصص وورش عمل وفعاليات ثقافية واجتماعية متنوعة بمشاركة الجهات العلمية والفنية وجمعيات ومنظمات المجتمع المدني بالإضافة الى المدارس والجامعات.
وأقر الأعضاء خلال الاجتماع أيضاً بإصدار مجلة علمية متخصصة في الأبحاث التي تتعلق بأضرار التدخين والتي سيتم إصدارها كل ٤ شهور من لندن، لتكون بذلك فرصة لكافة المتخصصين والناشطين في هذا المجال لنشر أبحاثهم وعرضها ليستفيد منها الطلاب.
وصرح الدكتور عبد السلام المدني أيضاً بأنه قام الأعضاء خلال الاجتماع باختيار الشخصية العالمية لمكافحة التدخين لعام 2016 – 2017 حيث سيمنح الاتحاد جائزة توم هيرتس وهي جائزة فخرية تمنح للأفراد الذين يجتهدون ويساهمون للقضاء على هذه الآفة. بالإضافة الى جائزة للمؤسسات الصحية والأهلية والبلديات والحكومات والأسواق والمطارات والجامعات والمدارس التي تكافح التدخين.
والتقى الأعضاء أيضاً بسعادة العقيد الدكتور ابراهيم الدبل المنسق العام لبرنامج خليفة لتمكين الطلاب – أقدر، حيث ناقش الطرفان سبل التعاون المشترك فيما بينهما. حيث تحدث الدكتور ابراهيم الدبل مع الأمين العام للاتحاد الدولي لمكافحة التدخين ورئيس الاتحاد وناقشوا سبل التعاون المستقبلي، خاصة فيما يخص تفعيل الوثيقة الوطنية للتوعية الطلابية والتي أعدها برنامج خليفة لتمكين الطلاب والتي تشمل أربعة محاور رئيسية وهي تعزيز المهارات الحياتية والوعي الوطني والوقاية من الجريمة إضافة إلى محور الصحة والسلامة والتي تحوي جزئيات خاصة بالتوعية بأضرار التدخين وتم تنفيذ الوثيقة من خلال عدة وسائل منها الألعاب الإلكترونية والمحاضرات وغيرها من الوسائل التي تناسب الطلاب و يسعى برنامج خليفة لتميكن الطلاب من خلال هذه الوثيقة الوطنية لتقديم النصح والإرشاد للطلاب وذويهم من هذه العادة السيئة.
وينبع حرص برنامج أقدر على التعاون مع الاتحاد لتوعية المجتمع من مخاطر التدخين، حيث تأتي هذه المبادرة ضمن مساعي البرنامج في محاربة التدخين والمخدرات، حيث يسعى التعاون مع المنظمات الدولية ومنها الاتحاد الدولي لمحاربة التدخين والاستفادة من خبراتها في مجال توعية الطلاب والمجتمع من مخاطر هذه الآفات وكذلك نقل تجربة برنامج خليفة إلى المستوي الدولي.