التلفاز والالعاب الالكترونية العدو الاول للأطفال دون سن الـ 5
إحدى اهم علماء النفس التربوي في المملكة المتحدة ومستشارة علم النفس التربوي في شركة "إبداع" التي تتخذ من دولة الإمارات العربية المتحدة مقرا لها، وهي شركة استشارات وتدريب متخصصة في بناء القدرات، افادت ان على الاطفال دون سن الخامسة ان يقضوا الحد الادنى من الوقت في مشاهدة التلفيزيون او اللعب على جهاز الكمبيوتر وذلك لمساعدتهم على تطوير المهارات الاجتماعية.
وافادت الدكتور مادلين بورتوود، الناطقة بإسم جمعية علم النفس البريطانية لتنمية الطفل، ان مشاهدة الكثير من التلفزيون والعاب الكمبيوتر توقف تطوير المهارات البدنية والنشاط عند الأطفال، وتقلل من وقت الإنخراط في اللعب التخيلي، ويعزز السلوك الغير مناسب ويقيد القدرات اللغوية.
ونصحت الدكتورة بورتوود قائلة، "يمكن للطفل ان يتقن لغة غنية وصافية فقط من خلال الكتب والانسجام الاجتماعي. وباختصارمفيد، ان قراءة المزيد من الكتب وتمضية وقت منتج مع الاطفال والابتعاد عن التلفاز والالكترونيات هو الاساس لبناء مجتمع سليم".
وادلت الدكتورة مادلين بحديث مسبقاً عن المؤتمر الذي سيعقد ليوم واحد في مركز مؤتمرات مدينة دبي للمعرفة في 13 يونيو/حزيران والذي سيتمحور حول- مساعدة الأطفال للوصول لإمكاناتهم: تسريع تنمية الطفل في سنواته الأولى - وخلال المؤتمر سوف تشرح الدكتورة مادلين عن مدى اهمية برنامجها "برنامج تطوير الطفل" في مساعدة الأطفال دون سن الـ5 على طريق تحسين السلوك الاجتماعي والحركة والتفكير ومهارات الاتصال. وقد أظهرت الدراسات في المملكة المتحدة والتي تم التحقق من صحتها من خلال وزارة التعليم هناك على ان 6 أشهر من البرنامج أظهرت نجاحاً متقدم يعادل 13 شهرا.
"يختلف الأطفال الصغار من خلال النمو والتطوير، ولكن اذا كنا نستطيع تحسين الفرص والتعلم، ستعم الاستفادة على كل الاطفال. قد يكون لدى الطفل الإمكانيات التي لم تستغل حتي الآن، ولذلك فمن المهم توفير الفرص التي ستظهر تلك التطوير. لماذا نتركهم وشأنهم ونقول: "دعونا نراههم على طبيعتهم" ؟
وأضافت الدكتور مادلين ان الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين ثلاثة وأربع اعوام يعيشون في عالم "البصرية" حيث إن الخبرات والتجارب لها المعنى الاقل.
وأوضحت "انهم غير قادرين على معرفة السبب، ويواجهون الكثير من الصعوبات من أجل فهم المسببات وخاصة عند وجود الكثير من الاختيارات التي لا تتماشى معهم والنتيجة هي نوبة غضب، وعلينا فهم انها مجرد مرحلة تنموية".!
واكدت الدكتورة مادلين ان أولياء الأمور هم الاساس في مساعدة الأطفال على فهم أفضل لشعور وتفكير الآخرين، والتي بدورها تساعد الشباب على تطوير مهارات التفاوض فيما بعد.
كما استطردت قائلة، "ان الخيارات المحددة قد تبعدك عن الخلاف مع الطفل. "لا تقول لطفلك:" ماذا تريد أن ترتدي؟ " ولكن اسأله، "هل تريد لبس القميص الاحمر أو الأزرق؟" في هذه الحال أنت لا تزال تعطي خيارا ولكن ضمن ضوابط. ان الطفل لديه فرصة لاتخاذ الخيارات والقرارات حيث لا يهم النتيجة".
ونجد صراعات محتملة عندما يأتي الامر الى طفلين وأيهما يبتدي او يذهب اولاً.
ويساعد "برنامج تطوير الطفل" الآباء على تدريب الطفل على فهم أهمية أخذ دوره بطريقة لا تؤدي إلى نوبة الغضب والصراخ. إنهم بحاجة ليكونوا أكثر وعيا في سلوكهم وتنظيم عواطفهم والإحباط عندما لا تسير الأمور حسب مبتغاهم. ويمكن أن يتعلموا قبول الحلول الوسط دون ظهور الغضب أو العنف. ويمكن أن يتعلموا أيضاً ان الغضب والحزن والخوف او الحماس ليست الا شعور، ولكن علينا معرفة كيفية تنظيم ردودهم وتطوير "الذكاء العاطفي".
وتضيف الدكتورة مادلين بأن مراقبة الأطفال في اللعب يساعد في تحديد مستوى مهاراتهم الاجتماعية. الطفل الانعزالي يلعب وحده بعيداً عن الآخرين. ونجد طفلاً يلعب مع قرينه الآخر، وبنفس الوقت نرى طفلاً متعاوناً يلعب مع اطفال اخرين في سيناريو مشترك ومتناوب.
المبادئ التوجيهية والمهارات الاجتماعية هي جزء من برنامج تطوير الطفل للدكتور مادلين الذي يسمح لمعلمي الحضانات والرياض وأولياء الأمور في تتبع الحركة والتفكير واللغة والاتصالات والمهارات الاجتماعية للأطفال في السنوات الأولى من عمرهم. ويأتي هذا المؤتمر في أعقاب الأدلة من المملكة المتحدة التي تبين أن بعض الأطفال قبل سن المدرسة لا يزالوا متخلفين في حصص التنمية في كثير من الأحيان بسبب عدم وجود الفرص والأنشطة المتخصصة لهم. ستقوم الكتورة بورتوود أثناء وجودها في دبي، بمشاركتها مع معلمين الحضانات والرياض والمتخصصين في الرعاية الصحية كيفية قياس وتتبع مهارات الأطفال للوصول الى كامل امكاناتهم.