يستعد المسلمون من ذوي الثروات العالية لتخصيص مبلغ قدره 1.96 مليار دولار أمريكي للاستثمار في العقارات في كل من المدينتين المقدستين، مكة المكرمة والمدينة المنورة، وفقاً لتقرير الوجهة السعودية الذي نشرته شركة الاستشارات العقارية العالمية نايت فرانك
https://www.knightfrank.com.sa/en/destinationsaudi
أجرت شركة نايت فرانك استطلاعاً لآراء 506 من الأثرياء المسلمين من تسع دول، بهدف فهم مواقفهم وتطلعاتهم ورغباتهم تجاه الاستثمار العقاري في المدينتين المقدستين مكة المكرمة والمدينة المنورة. يمتلك المشاركون في الاستطلاع أكثر من 2250 منزلاً، ويمتلك 29% منهم ملكية ما بين 3 إلى 5 عقارات بالفعل..
برزت مكة المكرمة (30%) كأفضل مدينة في قائمة تفضيلات الأثرياء المسلمين العالميين لشراء العقارات في المملكة العربية السعودية، بينما احتلت الرياض المرتبة الثانية (25%). أما المدينة المنورة (19%) هي ثالث أكثر المواقع المستهدفة شعبية.
تتناسب النتائج الأخيرة التي توصلت إليها نايت فرانك بشكل وثيق مع الكشف الحكومي الذي تم في شهر يناير حول خيارات الإقامة المميزة الجديدة، بما في ذلك التأشيرة المرتبطة بملكية العقارات.
وقال فيصل دوراني، الشريك – رئيس قسم الأبحاث في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا: "قام 1.8 مليون حاج بأداء فريضة الحج خلال عام 2023. بالنسبة للكثيرين، حيث يُعَدّ ذلك طموحاً على مدى الحياة، ويرتبط ارتباطاً وثيقاً بالرغبة في زيارة المملكة العربية السعودية و/أو العيش فيها. حوالي 84% من الأثرياء المسلمين العالميين الذين يهتمون بالاستثمار في السعودية يرغبون في ذلك في إحدى المدن المقدسة مما يؤكد على عمق الطلب على شراء الممتلكات من خارج البلاد. وما يؤكد ذلك، نية 48% من الراغبين في شراء عقار في مكة استخدامه كمقر إقامة رئيسي".
وأضاف هارمن دي يونج، الشريك – رئيس قسم الإستراتيجيات والاستشارات العقارية: "تعدّ التأشيرة المميزة الجديدة لأصحاب العقارات خطوة مرحب بها من قِبَل السلطات، ومن المتوقع أن تعزز الطلب في الوقت الحالي، حيث تتسم السوق السكنية بديناميكيات الطلب المتغيرة والقدرة على تحمل التكاليف. وهذا بدوره يدفع المهاجرين الشباب في داخل السعودية للاستئجار بدلاً من التملك، مما يؤدي إلى تباطؤ مستوى نشاط الصفقات. وبالفعل فقد شهدت أحجام المبيعات السكنية في البلاد انخفاضاً بنسبة 16٪ خلال العام الماضي."
بحسب نايت فرانك، يظهر أن إجمالي حجم المعاملات العقارية على أساس سنوي عبر جميع فئات الأصول في المملكة العربية السعودية قد شهد انخفاضاً بنسبة 17% خلال عام 2023، فيما انخفضت القيمة الإجمالية بنسبة 9% لجميع الصفقات.
وتشير الإحصائيات التي نشرتها نايت فرانك إلى أن متوسط الميزانيات للمسلمين الأثرياء في المدن المقدسة يبلغ 4.7 مليون دولار أمريكي، حيث يظهر أن 40% من الأثرياء الذين يتطلعون إلى الاستثمار في مكة مستعدون لإنفاق ما يزيد عن 5 ملايين دولار أمريكي.
وأوضح دوراني: "إن متوسط ميزانيات المسلمين الأثرياء، التي تبلغ 4.7 مليون دولار أمريكي لشراء المنازل في المدن المقدسة، ستشكل بالتأكيد دفعة قوية لمطوري مشاريع الجيجا. حيث من المتوقع أن يبدأ العديد منهم في تسويق منازل تتجاوز قيمتها المليون دولار أمريكي، وهو مبلغ يتجاوز الجزء الأكبر من الميزانيات المحلية في المملكة العربية السعودية - حيث يمتلك ثلثي السعوديين ميزانيات لشراء منازل تصل قيمتها إلى 1.5 مليون ريال سعودي.".
يتبين أن 82% من المشترين المسلمين ذوي الثروات العالية يولون اهتماماً بامتلاك العقارات في المملكة العربية السعودية. تعود دوافع الطلب على العقارات في المملكة إلى نظرة إيجابية عامة باعتبارها فرصة استثمارية ممتازة (60%)، بالإضافة إلى الأسباب الثقافية والدينية (45%) التي تأتي في المرتبة الثانية من حيث الأهمية.
يتضح أيضاً أن السرعة تلعب دوراً مهماً، إذ يرغب 22% من الأثرياء في إتمام عملية الشراء هذا العام، بينما يتطلع 33% آخرين لامتلاك عقارات في المملكة خلال الـ 12 إلى 24 شهراً القادمة.
القوة للدفع النقدي
يُفضّل غالبية الراغبين في شراء عقار في مكة عن طريق دفع المبلغ بالكامل (66%) عند إتمام المعاملة، في حين ذكر 33% فقط أنهم يرغبون في اتباع خطط الدفع. وبالمثل، بالنسبة لأولئك الذين يتطلعون إلى الاستثمار بالمدينة المنورة، يظهر أن 54% منهم يفضّلون دفع ثمن العقار بالكامل عند الشراء، بينما يبحث الباقون عن خيارات سداد مرنة، وفقاً لتحليل نايت فرانك.
وتزيد الرغبة في الدفع النقدي لشراء العقارات بشكل كبير مع ارتفاع مستويات الثروة الشخصية، حيث تتغير هذه النسبة من 31% لأولئك الذين تقل ثرواتهم الصافية عن 500 ألف دولار أمريكي إلى 78% لأولئك الذين تتجاوز ثرواتهم 3 ملايين دولار أمريكي.
قال محمد عيتاني، الشريك - رئيس قسم مبيعات وتسويق المشاريع السكنية في المملكة العربية السعودية: "رغم أن الأثرياء من المسلمين حول العالم يظهرون اهتماماً بالاستثمار في المملكة، إلا أن التحدي الرئيسي الذي يواجه المطورين يكمن في إيجاد توازن بين توقعات المسلمين الأثرياء العالميين والتوقعات المحلية للمشترين. على سبيل المثال، يظهر أنّ 77% من الراغبين في شراء عقارات في مكة مهتمون بالشقق، بينما تكون النسبة أعلى في المدينة المنورة حيث يرغب 84% في العيش في شقق. وهذا يتناقض تماماً مع ميل المواطنين السعوديين، حيث يهتم أقل من نصفهم بامتلاك شقة."
التوقعات العالية
يكتشف بحث نايت فرانك أن 23% من الأثرياء المسلمين العالميين المهتمين بالتملك في مكة يتوقعون أن يكونوا على مسافة قريبة من الحرم، ويتوقع 63% منهم رؤية مباشرة ضمن موقع قريب من صلاة الحرم.
أما الذين يهتمون بالتملك في المدينة المنورة، فهم أكثر رضاً إلى حد ما في توقعاتهم. فبينما يتوقع 40% منهم أن يكون لديهم درجة معينة من الوصول إلى الحرم، (سواء سيراً على الأقدام أو عبر وسائل النقل العام)، يتوقع 25% فقط منهم أن يكونوا على مسافة قريبة أي سيراً على الأقدام. ويتوقع أقل من النصف، حوالي 46%، رؤية مباشرة للحرم والقدرة على الاستماع لصلواته
يتوقع المستثمرون في المدن المقدسة أيضاً ارتفاعاً كبيراً في القيمة العقارية، حيث يتوقع 37% زيادة سنوية في الأسعار بنسبة تتراوح بين 6 إلى 10% في المدينة المنورة، بينما يتوقع ما يقارب الثلث (31%) بشكل منفصل نفس معدل الارتفاع في مكة المكرمة. وقد شهدت الأسعار في مكة زيادة بمعدل 5.5% خلال السنوات الثلاث الماضية، مقارنة بنسبة 5% في المدينة المنورة خلال نفس الفترة. قد يشكل هذا تحدياً قصير المدى للمطورين حيث يبدأ ارتفاع الأسعار في جميع أنحاء البلاد في هذه الدورة الحالية في الوصول إلى أقصاه. أما العامل المهم الآخر، بحسب نايت فرانك، فهو العقارات في مرحلة قيد الإنشاء مقابل العقارات الجاهزة، حيث أظهر 30% فقط من الأثرياء العالميين اهتماماً بسوق المبيعات في مرحلة قيد الإنشاء في المملكة. أما 63% منهم فيفضلون عقارات جاهزة للتسليم.
-انتهى-