نظمت جامعة زايد في حرميها بكل من أبوظبي ودبي معرضها المهني السنوي لعام 2019، تحت شعار "مهارة اليوم.. استثمار في الغد"، بمشاركة 140 جهة ومؤسسة حكومية وشبه حكومية وخاصة.
استهدف المعرض دعم التوطين وتوفير فرص التوظيف والتدريب الحالية والمستقبلية لطلبة الجامعة، من خلال استقطاب العديد من الهيئات والدوائر والشركات التي تقوم بطرح برامجها في مختلف التخصصات، ومن ثم توفير مجالات لخريجي الجامعة وطلبتها للاطلاع على أحدث تطورات سوق العمل ومؤشراته، من خلال الالتقاء المباشر بممثلي هذه الجهات والتعرف على الآفاق الوظيفية الجديدة.
وأكد سعادة الأستاذ الدكتور رياض المهيدب مدير الجامعة في كلمة ألقاها لدى افتتاح المعرض أمام ممثلي الجهات المشاركة وأعضاء الهيئتين الإدارية والتدريسية أن أهمية هذه المبادرة تكمن في أنها تستقطب اهتمام كل أطراف العملية التعليمية، وتحقق أحد أهم أهداف الجامعة بربط خريجيها بسوق العمل؛ فمن خلال هذا المعرض تطرح المؤسسات والشركات فرصها الوظيفية بصورة مباشرة أمام الطلبة، ويتعرف الطالب على الشركات الفاعلة في السوق والتخصصات التي تتناسب معها.
ونوه بأن سوق العمل متجدد ومتغير، والمهارات والتخصصات المطلوبة قد تتغير من عام لآخر، والتجديد والتغيير سنة الحياة في ضوء الطفرة التكنولوجية وتطور أساليب العمل في مختلف المؤسسات والشركات والتي تخلق وظائف جديدة تتطلب مهارات تحاكي عالم اليوم وتتطلع وتصنع الغد.
وأضاف أن جامعة زايد تحرص باستمرار على تشجيع هذه المبادرة وتطويرها عاماً بعد عام، نفس حرصها على طرح وتبني كل المبادرات والبرامج التي تجسد رؤيتها في ضرورة الإسهام بفعالية وبخطط طموحة في تحقيق هدف تنمية رأس المال البشري، وذلك من خلال توفير الفرص التي تمكِّن الأجيال الجديدة من امتلاك المهارات الوظيفية، وتوجيهها لتصويب تطلعاتها المهنية بعد التخرج، وتعزيز قدراتها للدخول بقوة إلى سوق العمل.. ومن هنا يعبر هذا المعرض بوضوح عن اهتمام جامعتنا بتشجيع طلبتها وحفزهم على استكشاف طاقاتهم وتسخير مهاراتهم وقدراتهم بالطرق والأساليب السليمة، للمشاركة في تحقيق الأجندة الوطنية والرؤى الثاقبة التي أرستها القيادة الرشيدة، بهدف الارتقاء بالوطن والمواطن.
وأشار إلى أن هذا المعرض، كغيره من الفعاليات والمناسبات الأخرى التي تتسق معه في التوجه والهدف، إنما يشكل حلقة وصل منهجية تضع الطالب الجامعي في مسار مرسوم بدقة بين المرحلتين الأكاديمية والعملية، ويساهم في رفد المسيرة المهنية للطلبة، حيث يتيح لهم فرصاً تدريبية واسعة أثناء الدراسة تؤهلهم لاستكشاف خياراتهم ومساراتهم المهنية بعد التخرج.
وأضاف: إنمثلهذهالفعالياتتساهمأيضاًفيتعزيزسعيالمؤسساتإلىاستقطابعددكبيرمنخريجيوخريجاتجامعةزايدللعملبها،واجتذابطلبةالمراحلالنهائيةبالجامعةللحصولعلىفرصالتدريبلديهانظراًللتميزالعلميالذييتمتعبهخريجوهاوخريجاتهامنتحصيلدراسيومهاراتتقنية.
ولفتإلىأن"الجامعةتعملدائماًعلىتعزيزالعلاقاتوالتواصلمعهيئاتالمجتمعالمختلفةلتحقيقاستراتيجيةالجامعةفيتوظيفخريجيها، وهذا المعرض يقرِّب أمام أعينهم صورة المستقبل، ويساعدهم على رسم خياراتهم المهنية، وأدعوهم إلى الاستفادة من هذه الفرصة بوضع أقدامهم على أول خطوة في الطريق إلى الغد، والمضي فيه بطموح كبير وخطى واثقة وتطلعات إلى التميز والتحلي الدائم بروح الابتكار".
من جهته، قال راشد الشامسي مدير مكتب الإرشاد المهني بالجامعة:"لقد نجحنا من خلال المعرض المهني هذا العام في جمع العديد من الشركات الكبرى مثل هيئة أبو ظبي للإسكان، وهيئة الإمارات للاستثمار، ووكالة الإمارات للفضاء، و"الإمارات للصرافة"، و"مركز أبوظبي الوطني للمعارض"، وبنوك مختلفة، وغيرها الكثير، بهدف توفير فرص كبيرة وإرساء خيارات مهنية لطلبتنا ينطلقون إليها بعد تخرجهم".
ولاحظ أن الطلبة طوروا توجهاتهم نحو سوق العمل فلم يعودوا يجنحون إلى الوظائف الحكومية فقط، بل يمعنون النظر في المسارات الوظيفية المحتملة في القطاع الخاص أو حتى المغامرة في عالم ريادة الأعمال".
الإمارات جاهزة للمستقبل
ومن أبرز المنصات التي ضمها المعرض منصة "الإمارات جاهزة للمستقبل"، وهي المبادرة التي كانت جامعة زايد أول جهة حكومية تعرضها من خلال "مجلس التعليم والموارد البشرية" في القمة الحكومية 2019، استجابة لاهتمام الحكومة بنشر مبدأ التعلم مدى الحياة في جميع أنحاء الدولة وتمكين الناس لبناء مهارات جديدة من خلال الربط بين عنصر الشغف وعنصر السعي لتحقيق الهدف.
واجتذبت المبادرة حشود الطالبات اللواتي اصطففن أمام المنصة التي تعرضها، والتي كانت توفر لهن تنبؤات حول المسار المستقبلي الذي يمكن أن تنطلق إليه كل منهن، من خلال الانخراط في آلية مصممة خصيصًا، تتكون من اختيارات متعددة، تتيح لهن استكشاف المهارات المناسبة لمستقبلهن.
وقالت شمّا الظاهري منسقة التطوير المهني للخريجين في جامعة زايد "إن السؤال عن المستقبل الملائم لكل خريج لا تستطيع الإجابة عنه حتى الأجهزة التقنية الأكثر تقدمًا، ولكن مع المهارات المستقبلية المناسبة، قد نتمكن من العثور على إجاباتنا، وبالتالي نضع أقدامنا على الطريق الصحيح.
وقد حصرت مبادرة الإمارات جاهزة للمستقبل فرص العمل مدى الحياة في 12 مهارة مختلفة، هي: محو الأمية التقنية، ومحو الأمية المالية، وحل المشكلات، والقيادة، والتكيف، وعقلية النمو، والتعاطف، والوعي الاجتماعي والثقافي، والتواصل، والتعاون، والإبداع، ومحو الأمية العلمية.
تعلَّم مهارة
ومن بين المبادرات اللافتة التي تم عرضها في المعرض أيضاً برنامج "تعلَّم مهارة" الذي أطلقه مكتب الخريجين بالجامعة مؤخراً، وهو مستوحى من قول سمو الشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان، وزير الخارجية والتعاون الدولي، في منتدى الطلبة المبتعثين عام 2018: "إننا نعيش في عصر من لا يتعلم فيه على الأقل مهارة واحدة كل عام يعد إنساناً مقصراً في حق نفسه وحق بلده".
وتقوم مبادرة "تعلَّم مهارة" على قاعدة تعلم الطالب من الطالب، حيث يضع الطلبة مهاراتهم المرغوبة للتعلم في مربع واحد، بينما يحتوي الآخر على أولئك الذين يقدمون مهارة معينة يتقنونها، ثم يعمل المكتب على المواءمة والربط بين كلا الطرفين ومراقبة النتائج.