• سعادة/ سعيد محمد الطاير: المعرض يدعم الاقتصاد الوطني من خلال الاتفاقيات والصفقات التي تتم من خلاله
تلعب المعارض الدولية دوراً هاماً في الدفع بعجلة الاقتصاد نظراً لما توفره من بيئة أعمال حاضنة للتواصل وعقد الصفقات وتبادل الخبرات. وتشير الإحصائيات العالمية المتخصصة بهذا الشأن، إلى أن حجم قطاع المعارض والمؤتمرات عالمياً بلغ قرابة 300 مليار دولار. وعلى صعيد قطاع الطاقة المتجددة فتشير آخر الدراسات الصادرة عن الوكالة الدولية للطاقة المتجددة "آيرينا"، إلى أن مساهمة هذا القطاع في قطاع الطاقة عموماً ترتفع عاماً تلو الآخر، كما أن الوفورات التي يحققها للاقتصاد العالمي من خلال خفض الانبعاثات الكربونية تتنامى سنوياً، وتحقق فوائد ملموسة لاسيما في الجانب الاقتصادي. وقد رسخت إمارة دبي دورها العالمي في القطاعات الآنفة الذكر، حيث ارتفع حجم قطاع المعارض والمؤتمرات في اقتصاد الإمارة إلى 12 مليار درهم، وفق آخر الإحصاءات. ويعد معرض تكنولوجيا المياه والطاقة والبيئة "ويتيكس 2015" المتخصص والمتكامل والذي تنظمه "هيئة كهرباء ومياه دبي" بشكل سنوي، أحد ركائز قطاع المعارض والمؤتمرات المحلية والعالمية، وفي جانب آخر يعتبر من أبرز الأحداث والمنصات التفاعلية على مستوى العالم في قطاع المياه والطاقة – لاسيما المتجددة والنظيفة – والبيئة. ويشكل معرض "ويتيكس 2015" منصة تفاعلية مثالية لصناع القرار والخبراء والشركات والمصنعين والمستثمرين للتعرف على أفضل الممارسات وأحدث التطورات والمستجدات والتقنيات العالمية في مجالات تكنولوجيا المياه والبيئة والنفط والغاز والطاقة التقليدية والمتجددة والصناعات المرتبطة بها. ويمّكن المعرض العارضين والمشاركين والزوار من إبرام صفقات هامة وتحقيق نتائج اقتصادية متقدمة تدعم تطوير قطاع الأعمال. وينعقد معرض ويتيكس 2015 تحت مظلة الأسبوع الأخضر 2015 في الفترة من 21 ولغاية 23 أبريل 2015 في مركز دبي الدولي للمؤتمرات والمعارض، وذلك بالتزامن مع "القمة العالمية للاقتصاد الأخضر" والتي تهدف إلى ترسيخ مكانة دبي كمركز عالمي للاقتصاد الأخضر والاستدامة. وفي الوقت الذي غدت فيه المعارض والمؤتمرات ركيزة قوية من ركائز اقتصاد دبي وسياحة الأعمال فيها كونها تساهم بجزء متنام من الناتج المحلي الإجمالي للإمارة، تأتي إقامة معرض "ويتيكس" والذي يحظى بمشاركة دولية فعالة ليكون بمثابة إضافة حيوية في دعم اقتصاد إمارة دبي من خلال تعزيز أنشطة سياحة المعارض والمؤتمرات، وما ينتج عنها من تشغيل لأيدي عاملة وشركات مساندة، وإشغال للفنادق، وإنفاق اقتصادي وقيمة مضافة، كما أنه يزيد من جاذبية دبي في هذا المجال ومجالات أخرى لاسيما وأنه ينقل صورة حية لمدى التأثير الإيجابي والمردود الاقتصادي للفعاليات والأنشطة الاقتصادية التي تستضيفها دبي إلى العالم، بما يدعم الأنشطة المشابهة في الفترات القادمة. ويقول سعادة/ سعيد محمد الطاير، العضو المنتدب والرئيس التنفيذي لهيئة كهرباء ومياه دبي، رئيس ومؤسس معرض ويتيكس: "يدعم معرض "ويتيكس" الاقتصاد والأعمال كونه منصة عالمية هامة في قطاعات اقتصادية حيوية، فعلى مدى ستة عشر عاماً حقق المعرض إنجازات كبيرة في تطوير قطاعات المياه والبيئة والنفط والغاز والطاقة التقليدية والمتجددة، ونجح في دعم الاقتصاد الوطني بشكل ملحوظ من خلال الاتفاقيات والصفقات التي تتم من خلاله والتي تدعم بشكل مباشر مسيرة التنمية الاقتصادية والاجتماعية والبيئية في إمارة دبي". ويساهم تواجد المهتمين في المعرض من شركات عالمية وخبراء ومختصين ومعنيين بمجالات المعرض بخفض التكاليف الإنتاجية لمؤسساتهم أو شركاتهم من خلال التعرّف على منتجات جديدة ذات كفاءة أعلى، أو الحصول على المنتجات بأسعار تنافسية، كما أن الشركات والجهات العارضة تجد في "ويتيكس 2015" فرصة مثالية لتسويق منتجاتها، وترويج ابتكاراتها وأعمالها عبر لقائها المباشر مع المعنيين كالهيئات والمؤسسات الحكومية والشركات الكبرى، وهو ما يسهّل عليها عقد الصفقات بشكل أفضل بكثير مما لو عملت على تحقيقها بالطرق التقليدية. ومما لا شك فيه أن تحديات العصر وتطوراته المتسارعة لاسيما في القطاع الاقتصادي تفرض على الجميع مواكبة المتغيرات الجديدة وتحديث أنماط العمل واستخدام التقنيات الحديثة المتسارعة التي أفرزتها ثورة التقنية، بالتوازي مع العمل على تجنب التأثيرات البيئية السلبية التي قد تنتج عن نمو الاقتصاد والأعمال. وفي هذا الإطار تأتي قضية المحافظة على الموارد وترشيد استخدامها وتجنب هدرها في طليعة اهتمام الحكومات والاقتصاديين حيث تتصدر استدامة الموارد نقاشات الشأن الاقتصادي العام، كونها ركيزة التنمية المستدامة المنشودة. وبدوره، يساهم معرض تكنولوجيا المياه والطاقة والبيئة "ويتيكس 2015" في دعم التوجهات الهادفة إلى الحفاظ على الموارد الطبيعية، ودعم استدامة الطاقة، وتحفيز النمو الاقتصادي والتنمية المستدامة، من خلال ما يوفره من حلول فعالة في هذه النواحي المتنوعة. ويلقي المعرض الضوء على دور قطاعاته وآخر تطوراتها من خلال عرض وإبراز أحدث التقنيات والأعمال في قطاعات المياه والطاقة والبيئة والنفط والغاز والأبنية الخضراء والاستدامة البيئية. وفي الوقت الذي تسعى فيه حكومات العالم وشركات إنتاج الطاقة إلى الحد من استخدام الوقود الأحفوري في إنتاج الكهرباء نظراً لما يسببه ذلك في هدر لهذه الموارد الطبيعية الهامة، وما ينتج عنها من تلوث، بالتوازي مع ارتفاع تكاليف الإنتاج والاستهلاك، يأتي معرض "ويتيكس 2015" ليقوم بدور هام بإبراز وسائل وطرق إنتاج ونقل وتوزيع الطاقة الكهربائية من خلال موارد نظيفة ومتجددة، بالإضافة إلى استعراض أدوات وسبل رفع كفاءة الموارد النفطية في إنتاج الكهرباء والتقنيات الحديثة المستخدمة في هذا المجال. وفي جانب المياه، يستقطب المعرض أبرز الخبرات الدولية في مجال معالجة المياه غير الصالحة للشرب، وتقنيات تحلية المياه وترشيد استخدامها، الأمر الذي يساهم وبنحو فعال في الحد من هدر الثروة المائية الصالحة لاستخدامات بشرية وتوجيهها نحو استخدام أمثل أو الحفاظ عليها كمخزون، من جهة، والتخلص من المياه الضارة بيئياً من جهة أخرى، وهنا تكمن القيمة المضافة للمعرض اقتصادياً وبيئياً، حيث تتراجع التكاليف المطلوبة لتوفير المياه الصالحة للاستخدام البشري على المدى الطويل، ويتم توجيه الأموال التي كانت من الممكن أن تخصص لهذا الجانب إلى جوانب أخرى تدعم الاقتصاد الكلي في الدولة التي تتبنى تلك التقنيات الحديثة في قطاع المياه. فعلى سبيل المثال، وفرت تقنيات تحلية المياه المعتمدة في دول الخليج مياه محلاة صالحة للاستخدام البشري، مصدرها مياه البحر، في بيئة تفتقر كثيراً للمياه الصالحة للشرب، وحققت لها منافع اقتصادية كبيرة وأغنتها عن استيراد المياه واستنزاف المياه الجوفية، ولازالت تقنيات التحلية في تطور وتحديث مستمر، ويعتبر "ويتيكس 2015" أهم المنصات العالمية التي تستعرض هذه التطورات. وفي جانب الزراعة، يعتبر الري بالتنقيط أبرز العوامل في الحفاظ على جزء هام من الثروة المائية، ويزيد من مساحة الأرض المزروعة وهو ما يؤدي إلى زيادة الإنتاج الزراعي في كثير من البلدان ويدعم اقتصاداتها. وقد تطورت تقنيات المياه بشكل لافت في السنوات الأخيرة، ويقوم "ويتيكس 2015" بحصرها عبر منصة واحدة تستفيد منها جميع الأطراف المعنية. وعلى مستوى الأفراد، نجد أن مستهلكي الكهرباء والمياه يهتمون بشكل كبير بخفض قيمة فواتيرهم، ومن هذا المنطلق تتضح أهمية مسألة رفع الوعي بترشيد الاستهلاك والتي يسعى إليها "ويتيكس 2015"، حيث يعرض أفضل المنتجات الموفرة للطاقة، كالمصابيح الكهربائية عالية الكفاءة، والأجهزة المنزلية الصديقة للبيئة، وأدوات المياه الموفّرة لاستخدام المياه، وهو ما يعود بالنفع على المستهلك بدرجة رئيسية ويقدم له بنهاية المطاف وفراً مالياً ملحوظاً. ويقول سعادة/ سعيد محمد الطاير: "تعد توعية المستهلك بأهمية ترشيد استهلاك الكهرباء والمياه أحد الأهداف الرئيسية لمعرض "ويتيكس 2015" ، نظراً لما لترشيد الاستهلاك من أهمية كبيرة في دعم استدامة الموارد. إلى ذلك يحقق الأسبوع الأخضر والذي يتم عقد "ويتيكس 2015" تحت مظلته، أهدافاً كبيرة على الصعيد الاقتصادي سواء للأفراد كمستهلكين، أو للحكومات والشركات والهيئات كمنتجين، وهو ما يعود بالفائدة على المجتمع ككل". وتستحوذ "المباني الخضراء" على جزء هام من معرض "ويتيكس 2015" كونها مباني صديقة للبيئة وموفرة لاستهلاك الطاقة، فعلى سبيل المثال، يذهب معدل كبير من إجمالي الطاقة الكهربائية المنتَجَة في دول المنطقة لاستخدامات التبريد، وهنا يأتي دور الأبنية الخضراء في الحد من استهلاك الكهرباء وبالتالي توفير موارد الطاقة عبر التقنيات التي تستخدمها في العزل الحراري، وتوفير الطاقة المستخدمة في أجهزة التكييف بشكل أكثر كفاءة، ونحو ذلك مما يخفف الأحمال على الشبكة الكهربائية ويوفر جزءاً من الأموال المخصصة لأغراض إنتاج الكهرباء لاستخدامها في مجالات أخرى تدعم الاقتصاد الوطني. كما يعد معرض ويتيكس منصة عالمية هامة في قطاع تقنيات النفط والغاز. ومع تزايد الاهتمام الدولي بخفض التكاليف في هذا القطاع الهام لاسيما وأنه يتطلب استثمارات كبيرة مقارنة بالاستثمارات في قطاعات أخرى، يقدم معرض ويتيكس للمنتجين والعاملين في قطاع الطاقة والقطاعات المساندة أحدث الأدوات والحلول التكنولوجية التي من شأنها خفض التكاليف وتسريع وتسهيل عمليات الإنتاج، والحد من معدلات الهدر، الأمر الذي يساهم في تحقيق منافع اقتصادية وبيئية في الوقت ذاته.