كشفت مؤسسة بينالي الدرعية عن الاحصائية النهائية لعدد زوار النسخة الافتتاحية من بينالي الفنون الإسلامية والذي أقيم مؤخرًا في جدة خلال الفترة من 23 يناير إلى 23 مايو 2023. وسجل البينالي على مدار أربعة أشهر رقمًا قياسيًا مُبهرًا من أعداد الزوار، بأكثر من 600 ألف زائر، جاء 68% منهم من داخل المملكة فيما مثّل الزوار من خارج المملكة 32%، ما أسهم في ترسيخ مكانة البينالي، كأحد أبرز الفعاليات على رزنامة الفعاليات الثقافية والفنية العالمية.
وقدم البينالي للجمهور فرصة للتأمل في الإبداعات الفنية من الفن الإسلامي أو تلك المستوحى منه، وأسهم في تقديم منظور جديد لمستوى الحوار العالمي حول هذا النوع من الفنون، حيث قدم البينالي عرضًا غير مسبوق للفنون الإسلامية من خلال الجمع بين الفنانين المعاصرين وعدد من المؤسسات المتخصصة في هذا المجال.
وإلى جانب تحقيقه لرقم قياس جديد في عدد الحضور بالمقارنة مع أغلب نظرائه العالميين والإقليميين، فقد حقق بينالي الفنون الإسلامية معدل زيارات بمتوسط أكثر من 5000 زيارة يوميًا، وهو من بين أعلى معدلات الزيارات اليومية لمعارض البينالي على مستوى العالم.
وفي هذا السياق، قال معالي الأستاذ/راكان بن إبراهيم الطوق، مساعد وزير الثقافة ونائب رئيس مجلس أمناء "مؤسسة بينالي الدرعية": "كان لدى المؤسسة رؤية طموحة لهذا البينالي بقدر عالمية موضوعه، وهي الرؤية التي استهدفت تأسيس أرضية مشتركة غير مسبوقة للفنون الإسلامية تتناول مختلف أفكاره وحواراته من منظور عالمي معاصر وتاريخي، للارتقاء بالحوار إلى مستويات جديدة حول هذا النوع من الفنون. وقد نجح الفنانون والمؤسسات المشاركة وبطريقة غير مسبوقة في تعميق المفاهيم ورفع مستوى تقدير هذه النوعية المميزة من أشكال التعبير الفني والتي كان لها تأثيرها العالمي الممتد لأكثر من 14 قرنًا. وتعد أرقام الحضور وتركيبة الزوار دليلًا على نجاح بينالي الفنون الإسلامية في تنفيذ تلك الرؤية."
وكشفت تفصيل بيانات زوار البينالي عن تمثيل متوازن لمختلف شرائح المجتمع، حيث مثّل الإناث 57% والذكور 43% من إجمالي عدد الزوار، بالإضافة إلى الآلاف من المعتمرين الذين عرجوا على البينالي أثناء توجههم إلى الأراضي المقدسة، ما يشير إلى شمول طبيعة بينالي الفنون الإسلامية وما قدم من فرص فريدة للاستكشاف الفني، اجتذبت مختلف أنواع الزوار على تنوع اهتماماتهم.
بالإضافة إلى ذلك، أوضح توزيع الفئات العمرية للحضور مدى جاذبية البينالي على مستوى الأجيال. حيث كان 51% من الزوار دون سن 26 سنة، مما يدل على المشاركة الناجحة للشباب في البينالي.
وقالت آية البكري، الرئيس التنفيذي لمؤسسة بينالي الدرعية: "أدركنا في المؤسسة منذ البداية ونحن نستعد لإطلاق بينالي الفنون الإسلامية، أننا بحاجة إلى فكر جديد حول فنون العالم الإسلامي أو الإبداعات الفنية المستوحاة منه، وعرفنا أن التحدي الذي يواجهنا، يتمثل في تأسيس سياقات جديدة وإعادة تصور هذا الشكل الفني وفق إطارها المعرفي. واليوم، نشعر بسعادة غامرة لما أبداه الزوار تجاه النسخة الأولى من هذا البينالي، وما أثارته من حوارات وآراء وتثقيف العديد من المجتمعات وتفعيل دورها وتقديم مصادر إلهام لهم بغض النظر عن الفئة العمرية أو الخلفية العرقية أو الثقافية."
ويعكس النجاح الباهر الذي حققته النسخة الأولى من بينالي الفنون الإسلامية، مدى الاهتمام المتنامي بالفنون الإسلامية، كما أسهمت هذه النسخة في الارتقاء بالتقدير العالمي للتراث الثقافي الإسلامي. وقد نجح في تأسيس مكانته كحدث ثقافي رئيسي في عالم الفنون، بالإضافة إلى التأكيد على مكانة مدينة جدة كمحور ثقافي إقليمي وعالمي رائد داخل المملكة العربية السعودية وخارجها."
ويعود بينالي الفنون الإسلامية، في نسخته الثانية في العام 2025، ويعِد باستعراض المزيد من جماليات وتنوع الفنون والثقافة الإسلامية وإثراء الحوار العالمي حولها.
انتهى